الجمعة، 25 فبراير 2011

هل المتظاهرون حقاً شباب أهوج عديم الصبر؟

غريبةٌ هي علاقة الناس بالمتظاهرين، لا يدرون أيحبونهم أم يكرهونهم. كل يوم بحال.

أنا الآن أتابع قناة "الجزيرة مباشر" على الإنترنت، وهناك رجل يسكن في التحرير يتكلم عن ضرب الشرطة العسكرية للمعتصمين في الميدان الآن (2:25 فجراً). منهم فتيات يُضرَبن. هذه هي الحكومة العظيمة التي نعرفها. طبعاً تخطيطهم واضح: الثانية ليلا، المتظاهرون قليلون، الناس نائمون. مازال اللصوص يتصرفون كلصوص. (تعقيب: فيديو يصف ما حدث)

ليست هذه هي أول علامة: ألم تلاحظ التلفزيون المصري كيف يحاول أن يجعل الشعب يتعاطف مع الشرطة؟ هل رأيت مدير أمن دمنهور كيف يهدد الشعب ويقول ان "اللي يمد إيده على سيده تتقطع إيده"؟ (ملاحظة: لفظ بذيء جدا في الفيديو السابق).

اعلم أنه هناك كلام وراء الكلام، وحينما تحدث هذه الأشياء فهي علامات لأشياء أكبر: لديّ فكرة أكوّنها حالياً عن خطتهم:

في ثورة 25 يناير والايام التي تلتها لم يكن الأمن المركزي مستعداً لما حدث وأُخذ على غرة، وهذا أدى لحدوث مكاسب كثيرة للثورة. أعتقد أن الحكومة تنوي الآن عدم إعادة هذا الخطأ. خطتهم في نظري تبدو أنهم:
  • يؤلبون الرأي العام ضد المتظاهرين وانهم يكرهون كل شيء وأن أحمد شفيق رجل نزيه...الخ...الخ
  • يستدرون تعاطف الشعب تجاه الشرطة استعدادا لإعادة نزولهم للشارع.
  • استخدام كل الطرق الممكنة، أمن مركزي أو غيره، لإعادة سيطرة النظام القديم على البلاد، بينما عامة الناس يحسبون أننا "خلاص انتصرنا".
قد مللنا الذين يبحثون عن أي شخص يثقون فيه. أحمد شفيق نزيه! الجيش حبيبنا! اصبروا يا جدعان على الحكومة حتى لو كلها النظام القديم! بعد ست شهور حتبقى تيجي حكومة جديدة حلوة! قشطة!!!

الثقة شيء يُكتَسب لا شيء يمنح. لو أردنا الثقة في أحد فلابد أن يثبت مصداقيته بأفعاله. ثم لا، الإشراف على مطار مدني ليس دليلا كافيا على النزاهة ولا الكفاءة لإدارة دولة ولا تسيير أعمالها. احمد نظيف أدار وزارة الاتصالات بكفاءة، أنظر ماذا حدث بعد ذلك.

ألم يكن شفيق هو الذي يريد وقف المظاهرات منذ توليه رئاسة الوزراء بينما مبارك مازال يحكم؟ ألم يكن هو الذي رفض رحيل مبارك وقال "لقد قمتم بعمل تقويم المسار وحققتم أهدافكم، ولن نفعل لكم أكثر من ذلك"؟ هل هذا هو المسار القويم الذي يتحدث عنه؟ التلفزيون الذي مازال يكذب؟ الشرطة التي مازالت تهدد؟ المتظاهرين وهم مازالوا يُضرَبون؟ أحمد زكي بدر يتحدثون عن تعيينه محافظاً للقاهرة؟ هل هذه نكتة؟

لم تنته الثورة بعد.

ليست هناك تعليقات: