هناك فكرة تنتشر بين الثوريين هذه الايام انه لا ينبغي التركيز في الانتخابات حالياً، وان يكون التركيز الوحيد على رحيل العسكر بالمظاهرات وما شابه.
يأتي هذا الامر في عدة صور:
لابد من عدم التوقف عن دعم مرشحك الثوري. لابد من سير معركة الانتخابات وعدم تركها. قبل ان تتهمني بخيانة الثورة او ما شابه اقول: انزل مظاهرات واعتصامات زي ما انت عاوز، لكن لا تتوقف عن المعركة الانتخابية.
اياك ان تظن ان ما يحدث الآن من مسيرات ضمان لأن يزول حكم العسكر. لقد كانت احداث محمد محمود بيننا منذ قريب، مات من مات، وسحل من سحل، وكان لها جرساً إعلامياً اكبر واعنف، لم تؤد سوى لقدوم الجنزوري واعلان موعد انتخابات. لكن لم يرحل العسكر.
هل تظن الرأي العام قد تغير فجأة وصار مع الثوار او المعتصمين؟ هل تظن الملايين سيأتوا يعتصمون معك مثلما حدث ايام مبارك؟ هل تظن أن القوى الثورية نفسها موحدة محكمة التماسك؟ الم نجرب هذا ايام ثورة يناير 2012، وايام العصيان المدني؟
اتهمني بما تشاء من اتهامات انني اريد تثبيط الهمم والعزائم، لكني على الاقل لن اتهم نفسي بتصديق الاوهام. انا لا اثبط أم الهمم: الكل ينزل يشارك في الاعتصامات مش دي المشكلة، المشكلة في توهم ان هذا كاف يغني عن المعارك الانتخابية
لا داع لفرض رؤيتك الخاصة وتجاهل الماضي او النظريات السياسية: نعم، لو سلم العسكر السلطة فلن يكون تسليماً كاملاً او حقيقياً. سيحاولون الاستحواذ عليها حتى في وجود رئيس ثوري...ولكن هذا طبيعي! في دول كثيرة تخلصت من الحكم العسكري كان هناك نزاع بين رئيس وطني وعسكر يحكم.
في تركيا كان اردوغان/جول رؤساء دولة واقعة في شرك العسكر، لكنهم نجحوا عبر مزيج من الاصلاح السياسي والنهضة الاقتصادية ان يجمعو الشعب في صفهم. تخيل رئيس وطني تمكن في بضع سنوات من اغراق البلد بالوظائف وخفض الاسعار و...و...هل سيظل الشعب يقف مع العسكر كما يفعل الآن؟ هل سيظل يشتم في الثورة؟ ومع من سيقف الشعب وقتها في حالة نزاع على السلطة بين الرئيس الوطني والعسكر؟ سيقف مع الذي يخفض سعر كيلو الطماطم، هذه نظرية سياسية علمية.
وليست النهضة هي السبيل الوحيد لتفكيك الدولة العميقة . هذه ليست اول مرة يأتي رئيس ليجد نفسه في مواجهة مراكز قوى. لقد كان السادات في نفس الموقف مع القوى القديمة وقام بثورة التصحيح ليفككها. او تجارب كثيرة في امريكا الجنوبية (البرازيل كانت تحت حكم عسكري وخرجت)، تجربة تركيا كما قلنا. هناك دول كثيرة جداً مرت بهذا، ان الامر ليس بدعة، والمرشحين الوطنيين ليسوا بهذه السذاجة. ماذا تتوقع: ان يكشفوا كل خططهم عن تفكيك الدولة بينما العسكر مازال يحكم؟
لي اعتراضات كثيرة على الاخوان وقراراتهم، لكن اعترف انهم بحق براجماتيين. مهما كانت الاحداث تدور فهم يعرفون كيف يهتمون بالانتخابات والدعاية والحملات. هذا ليس طمعاً او انانية كما يقال، بل هذا لأنهم ببساطة ينظرون نحو النتائج. هل اترك المناصب للفلول لأن مجلس الشعب مقيد الصلاحيات أو الرئيس مقيد الصلاحيات أو..أو؟
هل انا عديم الاحساس حين انظر للانتخابات والناس يموتون في الشوارع؟ سأكون عديم الاحساس اكثر وانا اترك القتلة يحكمون حكما منتخباً، لكي يشرعوا المزيد من القتل ويردون على كل من يعترض: لقد أتيت بالديموقراطية! اتعترض على رئيس منتخب ديموقراطياً؟؟ انت عدو الديموقراطية!
تخيل الحال لو كان الرئيس عمرو موسى او احمد شفيق: سوف يكون الاصلاح اصعب بكثيييييييييير. مهما قيل عن الدولة العميقة فإنه من المنطقي جداً ان تحقيق حرية حقيقية اسهل بمراحل في وجود رئيس ثوري عن وجود رئيس غير ثوري.
الامر لا يحتاج كثير من الكلام: من يعرض عن المساهمة في السباق الرئاسي ويقلل من اهميته يرضى برئاسة الفلول. هكذا ببساطة.
حتى لو كنت واثقا ان العسكر سيرحل قبل موعد الانتخابات فلماذا لم تحضّر الخطة "ب"؟ ان العسكر لديه عشر خطط احتياطية، ولكل خطة احتياطية خطط احتياطية، ويحاول اللعب في الملاعب القانونية والانتخابات والاعلام والصفقات والبلطجية و...و...فلماذا نركز نحن كل قوانا على خطة واحدة، ثم نقول على مرشحي الرئاسة سذج؟
يأتي هذا الامر في عدة صور:
- التساؤل على غرار: انتوا فاكرين انه بعد ده كله عاوز يسيب السلطة اصلاً؟
- نشر فكرة ان الرئيس الجديد لن يكون له صلاحيات لأن الحكومة/المحافظات/الحرس الجمهوري...الخ من العسكر وان كل مرشحي الرئاسة طيبين لكن سذج لأنهم يظنوا غير ذلك.
- الشعور ان الأمر هذه المرة مختلف، والبعض يلمح انه يريدها ثورة غير سلمية.
لابد من عدم التوقف عن دعم مرشحك الثوري. لابد من سير معركة الانتخابات وعدم تركها. قبل ان تتهمني بخيانة الثورة او ما شابه اقول: انزل مظاهرات واعتصامات زي ما انت عاوز، لكن لا تتوقف عن المعركة الانتخابية.
اولا
هل تظن الرأي العام قد تغير فجأة وصار مع الثوار او المعتصمين؟ هل تظن الملايين سيأتوا يعتصمون معك مثلما حدث ايام مبارك؟ هل تظن أن القوى الثورية نفسها موحدة محكمة التماسك؟ الم نجرب هذا ايام ثورة يناير 2012، وايام العصيان المدني؟
اتهمني بما تشاء من اتهامات انني اريد تثبيط الهمم والعزائم، لكني على الاقل لن اتهم نفسي بتصديق الاوهام. انا لا اثبط أم الهمم: الكل ينزل يشارك في الاعتصامات مش دي المشكلة، المشكلة في توهم ان هذا كاف يغني عن المعارك الانتخابية
ثانياً
في تركيا كان اردوغان/جول رؤساء دولة واقعة في شرك العسكر، لكنهم نجحوا عبر مزيج من الاصلاح السياسي والنهضة الاقتصادية ان يجمعو الشعب في صفهم. تخيل رئيس وطني تمكن في بضع سنوات من اغراق البلد بالوظائف وخفض الاسعار و...و...هل سيظل الشعب يقف مع العسكر كما يفعل الآن؟ هل سيظل يشتم في الثورة؟ ومع من سيقف الشعب وقتها في حالة نزاع على السلطة بين الرئيس الوطني والعسكر؟ سيقف مع الذي يخفض سعر كيلو الطماطم، هذه نظرية سياسية علمية.
تالثاً
لي اعتراضات كثيرة على الاخوان وقراراتهم، لكن اعترف انهم بحق براجماتيين. مهما كانت الاحداث تدور فهم يعرفون كيف يهتمون بالانتخابات والدعاية والحملات. هذا ليس طمعاً او انانية كما يقال، بل هذا لأنهم ببساطة ينظرون نحو النتائج. هل اترك المناصب للفلول لأن مجلس الشعب مقيد الصلاحيات أو الرئيس مقيد الصلاحيات أو..أو؟
هل انا عديم الاحساس حين انظر للانتخابات والناس يموتون في الشوارع؟ سأكون عديم الاحساس اكثر وانا اترك القتلة يحكمون حكما منتخباً، لكي يشرعوا المزيد من القتل ويردون على كل من يعترض: لقد أتيت بالديموقراطية! اتعترض على رئيس منتخب ديموقراطياً؟؟ انت عدو الديموقراطية!
رابعاً
الامر لا يحتاج كثير من الكلام: من يعرض عن المساهمة في السباق الرئاسي ويقلل من اهميته يرضى برئاسة الفلول. هكذا ببساطة.
حتى لو كنت واثقا ان العسكر سيرحل قبل موعد الانتخابات فلماذا لم تحضّر الخطة "ب"؟ ان العسكر لديه عشر خطط احتياطية، ولكل خطة احتياطية خطط احتياطية، ويحاول اللعب في الملاعب القانونية والانتخابات والاعلام والصفقات والبلطجية و...و...فلماذا نركز نحن كل قوانا على خطة واحدة، ثم نقول على مرشحي الرئاسة سذج؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق