قد مر حوالى خمسة عشر عاماً على إنشاء كلية الحاسبات. حان الوقت للتفكير في كيفية تجديد شبابها وتجهيزها للمرحلة القادمة. لديّ بعض الأفكار الاستراتيجية من أجل هذا الهدف: تقليل العدد، صورة الكلية لدى المجتمع، العامل البشري.
تقليل العدد
لابد أن نعترف الآن أن عدد طلبة الكلية حالياً أكثر من اللازم، وهذا يضر الطلبة أنفسهم إذ لا يأخذون الفرصة في التعليم المطلوب أو التقييم. ماذا عن سوق العمل؟ هناك نظرية أن الفرق في مستوى المبرمج يؤدي لفرق كبير جداً في إنتاجيته: أي أن مبرمجاً عبقرياً قد يقوم بعمل عشرة مبرمجين عاديين، ومبرمج مذهل قد يقوم بعمل مائة...
لذلك فأنا أرى أن دفعة صغيرة من خمسين أو مائة مبرمج يتم انتقاؤهم بحرص ويتعلمون جيداً قد تقوم بدور في السوق مثل مئات المبرمجين في الصورة الحالية للكلية.
- هؤلاء قد يرفعون مستوى الشركات التي سيعملون فيها ويطورون اسلوبها
- هؤلاء قد يتعين منهم الأساتذة الذين يرفعون مستوى التعليم والبحث العلمي
- هؤلاء قد يفتحون الشركات ويغيرون من شكل الاقتصاد
في رأيي أنه على إدارة الكلية أن تفكر في هذه النقطة جيداً وتفعل كل ما تستطيع مع المجلس الأعلى للجامعات لتقلل العدد قدر المستطاع.
صورة الكلية أمام المجتمع
مشكلة كلية الحاسبات أنه من الصعب تعريفها لدى الشخص العادي: الطبيب يعالج، المهندس يبني، ماذا يفعل المبرمج؟ لهذا يأتي كل شخص بنظريته الخاصة [المبرمج يستخدم فوتوشوب، المبرمج يبيع هارد ديسكات، المبرمج يجلس أمام الفيسبوك...الخ].
المشكلة الثانية أن الكلية لا توجد لها قصص نجاح معلنة بما يكفي (أقصد أن لها قصص نجاح كثيرة لكن المعلن منها قليل) هذا يؤدي للحوار الآتي:
نريد أن نكون نحن أيضاً طرفاً في الحكاية، فكيف نفعل ذلك؟ الخبر الجيد أن 95% من الحل موجود بالفعل بين أيدينا ولا يبقى سوى ال5% الباقية: إن كان الإعلام المصري لا يعرف الكثير عن البرمجة (وهذا طبيعي لأي إعلام) فهو يعرف ما هو الاختراع ويحب قصص المخترعين.
انظر مثلاً لهذا المقال في جريدة الشروق عن مشروع تخرج يسمح لمستخدم الكمبيوتر بالتحكم فيه عن طريق تحريك يده. الآن انظر إلى تعليقات القراء على المقال؛ وكيف يحتفون بالمشروع ويعتبرونه إنجازاً مصرياً كبيراً...الخ.
نحن في حاسبات كل سنة تقريباً لدينا مشروع أو أكثر مثل هذا، التحكم في الكمبيوتر بتحريك اليد، والعين، والأذرع، وبالصوت، وبجهاز رسم المخ -- حتى أنني في سنة من السنين مللت هذه النوعية من المشاريع وصرت أقول للطلبة أن يفكروا في أفكار أخرى، لكن.......المجتمع لا يعرف ذلك!
[لم أقصد انتقاد صاحب المشروع في هندسة أو شيء من هذا، المشروع محترم لكن كلامي هنا عن المستوى العلمي لكليتي أنا]
لدينا مشاريع تتعامل مع اللغة العربية، لغات برمجة جديدة، مشاريع روبوت، مشاريع علمية، لكن المجتمع لا يعرف. ويظنون البلد متخلّفة :(
ماذا يكلفنا أن نأتي بكاميرا فيديو ونصور كل هذه المشاريع التي تبدو كالخيال العلمي ونضع كتالوج بكل هذا على موقع Youtube؟ ماذا يضيرنا أن نكلم كل الصحف والمحطات التلفزيونية لتأتي أيام المشاريع وترى؟ لا أتوقع أن يكلف هذا مالاً في إعلانات، بل يكون الموضوع خبراً لا إعلاناً لأن الصحفيون أنفسهم يبحثون عن مثل هذه النوعية من الإنجازات. أتخيل الآن العناوين:
أريد أن يصير اسم حاسبات مرتبطاً بالاختراع، هذا هو التعريف الذي أريده في ذهن المجتمع.
وطالما نتحدث عن اليوتيوب، لماذا لا يكون هناك قناة على الإنترنت للطلبة والخريجين يتحدثون عن خبراتهم في حاسبات كنصائح لطلبة الثانوية العامة؛ عن مميزاتها وعيوبها وكيفية التفوق فيها لمن يدخلها؟ لا أريد إعلانات الجامعات الخاصة إياها عن المعامل والحدائق بل أريد شيئاً حقيقياً من طلبة حقيقيين عن العلم والتعلم والتخرج والتوظف. أليس هذا هو الهدف الأصلي؟
ماذا عن قصص النجاح للخريجين؟ نحن لدينا معيدون يدرسون للدكتوراة في المانيا وكندا وأمريكا..لا يكاد يكون هناك قارة في العالم إلا وهناك خريج حاسبات ذهب إليها للحصول على الدكتوراة من إحدى جامعاتها، لماذا لا يعرف أحد شيئاً عنهم؟
لدينا من الخريجين في شركة مايكروسوفت بالولايات المتحدة وكندا حتى لتظن انه هناك فرع من الكلية هناك، لمَ لا يعرف أحد شيئاً عنهم؟
ماذا عن الخريجين الذين قد أسسوا شركات؟
هناك ألف شيء آخر يمكن عمله، مثل FAQ عن الكلية تتداول الأسئلة الشائعة عن سوق العمل والنقابة والمعاهد...الخ. فكرت أصلاً في جعل هذه الوثيقة في صورة قصص مصورة comics لكي تغري الناس بقراءتها. من يبحث يجد ألف فكرة.
[تعقيب: قد أتبعت كلامي بعمل وبدأت خطوة صغيرة في هذا الاتجاه.]
العامل البشري
الكفاءات هي التي تصنع أي مؤسسة، وغياب الكفاءات هو الذي يهدمها. لا يضاهي الكفاءات في الأهمية سوى الجانب الإداري. معادلة النجاح المؤسسي هي
كان وكيل سابق في كليتنا (وأستاذ لي) يقوم بدور مهم جداً في منصبه: كان يفتش عن الكفاءات أينما كانت. في كليات الهندسة، كليات الحاسبات الأخرى، ربما الجامعة الأمريكية...في فترة من الفترات كنت لا تكاد تتحدث عن دكتور جيد في الكلية إلا ويحتمل أن يكون ذلك الوكيل هو الذي دعاه للتدريس لدينا.
نحن نحتاج إلى هذا من جديد! لابد من البحث عن الأساتذة الممتازين في كل مكان داخل وخارج مصر، ودعوتهم لتقديم المواد في الكلية. لابد من توفير المغريات المناسبة التي تجعلهم يرضون بالمجيء، ليس فقط المال لكن بيئة علمية جيدة، فرصة لتغيير المجتمع، بحث علمي حقيقي...الخ
ولابد أن تكون البيئة مهيئة لا فقط لجذبهم لكن للاحتفاظ بهم، فالشخص الكفء لديه مطلق الحرية أن يعمل في أية مكان يشاء، ولو رأى المكان لا يشجع فلا يوجد فتفوتة شيء يُكرهه على البقاء.
البحث عن الكفاءات وجذبها، توفير البيئة التي تستثمر كفاءتهم، توفير ظروف الإبقاء عليهم. هذه يجب أن تكون الأولوية القصوى لأية مؤسسة لا فقط الكليات.
هناك جوانب أخرى للمناقشة في حوار تجديد شباب الكلية؛ مثل شكل المناهج، طريقة التدريس، علاقة المواد ببعضها...وهي كلها أشياء مهمة حقاً ولا ريب جديرة بالمناقشة، لكني أرى النقاط الثلاثة السابقة نقاطاً استراتيجية لابد من الانتباه إليها، بل وأن ضبط هذه النقاط يساعد بشدة في النقاط الأخرى من مناهج وخلافه.
تقليل العدد
لابد أن نعترف الآن أن عدد طلبة الكلية حالياً أكثر من اللازم، وهذا يضر الطلبة أنفسهم إذ لا يأخذون الفرصة في التعليم المطلوب أو التقييم. ماذا عن سوق العمل؟ هناك نظرية أن الفرق في مستوى المبرمج يؤدي لفرق كبير جداً في إنتاجيته: أي أن مبرمجاً عبقرياً قد يقوم بعمل عشرة مبرمجين عاديين، ومبرمج مذهل قد يقوم بعمل مائة...
لذلك فأنا أرى أن دفعة صغيرة من خمسين أو مائة مبرمج يتم انتقاؤهم بحرص ويتعلمون جيداً قد تقوم بدور في السوق مثل مئات المبرمجين في الصورة الحالية للكلية.
- هؤلاء قد يرفعون مستوى الشركات التي سيعملون فيها ويطورون اسلوبها
- هؤلاء قد يتعين منهم الأساتذة الذين يرفعون مستوى التعليم والبحث العلمي
- هؤلاء قد يفتحون الشركات ويغيرون من شكل الاقتصاد
في رأيي أنه على إدارة الكلية أن تفكر في هذه النقطة جيداً وتفعل كل ما تستطيع مع المجلس الأعلى للجامعات لتقلل العدد قدر المستطاع.
صورة الكلية أمام المجتمع
مشكلة كلية الحاسبات أنه من الصعب تعريفها لدى الشخص العادي: الطبيب يعالج، المهندس يبني، ماذا يفعل المبرمج؟ لهذا يأتي كل شخص بنظريته الخاصة [المبرمج يستخدم فوتوشوب، المبرمج يبيع هارد ديسكات، المبرمج يجلس أمام الفيسبوك...الخ].
المشكلة الثانية أن الكلية لا توجد لها قصص نجاح معلنة بما يكفي (أقصد أن لها قصص نجاح كثيرة لكن المعلن منها قليل) هذا يؤدي للحوار الآتي:
- فلان دخل هندسة بترول وتوظف في شركة باشو للبترول بمرتب 10،000 جنيه! لماذا لا تصبح مثله؟
- فلانة دخلت طب وفتح لها أبوها عيادة، أنت لست أقل من ذلك وأنا أدخر لك ثمن العيادة من الآن!
نريد أن نكون نحن أيضاً طرفاً في الحكاية، فكيف نفعل ذلك؟ الخبر الجيد أن 95% من الحل موجود بالفعل بين أيدينا ولا يبقى سوى ال5% الباقية: إن كان الإعلام المصري لا يعرف الكثير عن البرمجة (وهذا طبيعي لأي إعلام) فهو يعرف ما هو الاختراع ويحب قصص المخترعين.
انظر مثلاً لهذا المقال في جريدة الشروق عن مشروع تخرج يسمح لمستخدم الكمبيوتر بالتحكم فيه عن طريق تحريك يده. الآن انظر إلى تعليقات القراء على المقال؛ وكيف يحتفون بالمشروع ويعتبرونه إنجازاً مصرياً كبيراً...الخ.
نحن في حاسبات كل سنة تقريباً لدينا مشروع أو أكثر مثل هذا، التحكم في الكمبيوتر بتحريك اليد، والعين، والأذرع، وبالصوت، وبجهاز رسم المخ -- حتى أنني في سنة من السنين مللت هذه النوعية من المشاريع وصرت أقول للطلبة أن يفكروا في أفكار أخرى، لكن.......المجتمع لا يعرف ذلك!
[لم أقصد انتقاد صاحب المشروع في هندسة أو شيء من هذا، المشروع محترم لكن كلامي هنا عن المستوى العلمي لكليتي أنا]
لدينا مشاريع تتعامل مع اللغة العربية، لغات برمجة جديدة، مشاريع روبوت، مشاريع علمية، لكن المجتمع لا يعرف. ويظنون البلد متخلّفة :(
ماذا يكلفنا أن نأتي بكاميرا فيديو ونصور كل هذه المشاريع التي تبدو كالخيال العلمي ونضع كتالوج بكل هذا على موقع Youtube؟ ماذا يضيرنا أن نكلم كل الصحف والمحطات التلفزيونية لتأتي أيام المشاريع وترى؟ لا أتوقع أن يكلف هذا مالاً في إعلانات، بل يكون الموضوع خبراً لا إعلاناً لأن الصحفيون أنفسهم يبحثون عن مثل هذه النوعية من الإنجازات. أتخيل الآن العناوين:
- "مصر مازالت بخير، مشروعات تخرج في كلية الحاسبات تضاهي الاختراعات الأجنبية"
- "المبدعون الشباب ينقلون المجتمع المصري إلى القرن الواحد والعشرين"
- "الاختراعات تتوالى في الجامعات المصرية"
أريد أن يصير اسم حاسبات مرتبطاً بالاختراع، هذا هو التعريف الذي أريده في ذهن المجتمع.
وطالما نتحدث عن اليوتيوب، لماذا لا يكون هناك قناة على الإنترنت للطلبة والخريجين يتحدثون عن خبراتهم في حاسبات كنصائح لطلبة الثانوية العامة؛ عن مميزاتها وعيوبها وكيفية التفوق فيها لمن يدخلها؟ لا أريد إعلانات الجامعات الخاصة إياها عن المعامل والحدائق بل أريد شيئاً حقيقياً من طلبة حقيقيين عن العلم والتعلم والتخرج والتوظف. أليس هذا هو الهدف الأصلي؟
ماذا عن قصص النجاح للخريجين؟ نحن لدينا معيدون يدرسون للدكتوراة في المانيا وكندا وأمريكا..لا يكاد يكون هناك قارة في العالم إلا وهناك خريج حاسبات ذهب إليها للحصول على الدكتوراة من إحدى جامعاتها، لماذا لا يعرف أحد شيئاً عنهم؟
لدينا من الخريجين في شركة مايكروسوفت بالولايات المتحدة وكندا حتى لتظن انه هناك فرع من الكلية هناك، لمَ لا يعرف أحد شيئاً عنهم؟
ماذا عن الخريجين الذين قد أسسوا شركات؟
هناك ألف شيء آخر يمكن عمله، مثل FAQ عن الكلية تتداول الأسئلة الشائعة عن سوق العمل والنقابة والمعاهد...الخ. فكرت أصلاً في جعل هذه الوثيقة في صورة قصص مصورة comics لكي تغري الناس بقراءتها. من يبحث يجد ألف فكرة.
[تعقيب: قد أتبعت كلامي بعمل وبدأت خطوة صغيرة في هذا الاتجاه.]
العامل البشري
الكفاءات هي التي تصنع أي مؤسسة، وغياب الكفاءات هو الذي يهدمها. لا يضاهي الكفاءات في الأهمية سوى الجانب الإداري. معادلة النجاح المؤسسي هي
كفاءات عالية + بيئة إدارية مشجعة = مؤسسة ناجحة.
كان وكيل سابق في كليتنا (وأستاذ لي) يقوم بدور مهم جداً في منصبه: كان يفتش عن الكفاءات أينما كانت. في كليات الهندسة، كليات الحاسبات الأخرى، ربما الجامعة الأمريكية...في فترة من الفترات كنت لا تكاد تتحدث عن دكتور جيد في الكلية إلا ويحتمل أن يكون ذلك الوكيل هو الذي دعاه للتدريس لدينا.
نحن نحتاج إلى هذا من جديد! لابد من البحث عن الأساتذة الممتازين في كل مكان داخل وخارج مصر، ودعوتهم لتقديم المواد في الكلية. لابد من توفير المغريات المناسبة التي تجعلهم يرضون بالمجيء، ليس فقط المال لكن بيئة علمية جيدة، فرصة لتغيير المجتمع، بحث علمي حقيقي...الخ
ولابد أن تكون البيئة مهيئة لا فقط لجذبهم لكن للاحتفاظ بهم، فالشخص الكفء لديه مطلق الحرية أن يعمل في أية مكان يشاء، ولو رأى المكان لا يشجع فلا يوجد فتفوتة شيء يُكرهه على البقاء.
البحث عن الكفاءات وجذبها، توفير البيئة التي تستثمر كفاءتهم، توفير ظروف الإبقاء عليهم. هذه يجب أن تكون الأولوية القصوى لأية مؤسسة لا فقط الكليات.
هناك جوانب أخرى للمناقشة في حوار تجديد شباب الكلية؛ مثل شكل المناهج، طريقة التدريس، علاقة المواد ببعضها...وهي كلها أشياء مهمة حقاً ولا ريب جديرة بالمناقشة، لكني أرى النقاط الثلاثة السابقة نقاطاً استراتيجية لابد من الانتباه إليها، بل وأن ضبط هذه النقاط يساعد بشدة في النقاط الأخرى من مناهج وخلافه.
هناك 11 تعليقًا:
ده فيه كلية اتعملت بس بالعميد بتاعها بدون ذكر اسماء
أنا بس عندى تعليق صغير عايز أقوله
حاسبات مش بتطلع مبرمجين ، حاسبات بتطلع علماء حاسب.
يعنى إيه ، يعنى ناس بتستخدم الكمبيوتر ف حل مشكله معينه ، جزء البرمجه نفسه ده يتعبر جزء صغير جدا من علوم الحاسب.
كان فيه quote قاله Edsger W. Dijkstra عن علوم الحاسب ، قال :
"Computer science is no more about computers than astronomy is about telescopes."
المشكله إن الناس إختزلت العلم ده كله فى جزء ممكن أى حد يتعلمه من غير ما يكون دخل جامعه من أساسه ، عشان كده ممكن بييجى حد من بره الكليه و ينافس خريجين حاسبات ، عشان جوه الكليه ماكانوش مركزين أوى على علوم الحاسب و مركزين مع ال IT ، و كأن الكليه ملزمه بأنها تعلم الطلبه أخر ما توصل إليه المجال ، مع إنها المفروض تديلهم الأساسيات اللى المفروض هما يكملوا عليها و يعملوا اللى هما عايزينه بيها.
أنا بس عايز أقول إنى مش طالب حاسبات ، بس عرفت منهم كتير و عندى فكره كويسه عن حال الكليات المصريه ، و شفت MIT و جامعات تانيه بره و فرق اللى هما بيدرسوه عن اللى بيتدرس هنا.
@Mahmoud
لا أتفق معك في أن "..عشان كده ممكن بييجى حد من بره الكليه و ينافس خريجين حاسبات". ربما يمكن لشخص ذكي ليس خريج حاسبات أن يتفوق على شخص عادي خريج حاسبات، لكن لو جئت بشخصين من نفس المستوى احدها "حاسبيّ" والآخر "غير حاسبي" فسيكون هناك فرق كبير بينهما في رأيي.
لا أتفق أيضاً في أن حاسبات تعلم تكنولوجيا وليس علوم الحاسب. في الواقع رأيك هذا فاجأني: الطلبة لدينا يأخذون Operating Systems، Compilers ، image processing...الخ. ماذا تكون علوم الحاسب غير ما يأخذون؟
ربما هناك كلية معينة تركز على الIT هي التي رأيتها أنت، أما حاسبات التي أعرفها (عين شمس، القاهرة) فهي عكس ما تقول تماماً.
@Mohamed
عارف إن عين شمس و القاهره بيدوا المواد دى ، بس ماعتقدش بيركزوا عليها ، و إلا كنا هنلاقى Language Designers مشهورين طالعين من الكليات دى.
سيبك من الشهره ، لأن ده توفيق من عند ربنا و عمره ما بيعيب الواحد إنه مش مشهور ، بس أنا كل الناس اللى أعرفهم اللى طلعوا من عين شمس بالذات مش بيحبوا الكمبيوتر أصلا ، و قليل منهم اللى بيشتغل فى مجاله لأنه أصلا دخل الكليه إما عشان مجموعه ماجابش هندسه ، أو لأنه كان خايف منها فا قال حاسبات أرحم.
اللى قصدى عليه ، إن مش معنى إن كليه معينه بتدى كورس معين إنها تكون كويسه فيه.
@mh991
أنا بس كنت عايزه أرد على حضرتك فى حتة إن الناس اللى بتخش الكليه علشان مجموعها ما جابش هندسه أو لأنه كان خايف من هندسه فقال حاسبات ارحم.
أحب أقولك ان كنت شوفت ده فى حاله او اتنين او اكتر فإنت ما تقدرش تحكم لأن اللى انا ملاحظاه غير كده عندنا فى حاسبات عين شمس فى ناس كتير جدا داخله حاسبات مع إن مجموعها كان يدخلها هندسة بترول كمان مش هندسه عاديه وفيه ناس جايبه 97% ومع ذلك اختارت حاسبات لأنها بتحبها وماشاء الله عليهم متفوقين.
وفيه ناس منهم سافرت Microsoft .
فالفكره بقى ان مش كل الناس اللى بتدخل حاسبات لازم تبقى ما لحقتش هندسه . لأ ده فيه ناس بتسيب هندسه وتروح تختار حاسبات مخصوص. :)
@mhh91
أولا من قال انه ليس منها Language designers مشهورون؟ أنا مصمم لغات مشهور وخريج حاسبات عين شمس :)
مش مشهور قوي يعني، بس لو دورت على "كلمات لغة برمجة عربية" على جوجل حتلاقي ذكر ليها على مواقع عربية تكنولوجية -- قول في بداية الشهرة :)
أما بالنسبة لعبارة مثل "و قليل منهم اللى بيشتغل فى مجاله" فهذه عبارة قوية، ألا ترى هذا؟ مثل هذه العبارات تفترض أنه هناك إحصائية بخريجي حاسبات تقارن بين نسبة من يعمل في المجال بنسبة من يعمل خارجه؛ وإلا يكون الكلام رأي شخصي لا حقيقة. في الواقع أنا أتمنى إجراء مثل هذه الإحصائية، سوف تفيد كثيراً...
أخيراً كما قالت الأخت إسراء إبراهيم: نحن لدينا الكثير من الخريجين الذين يعملون في مايكروسوفت (أمريكا وكندا)، وأضيف أن لدينا طلبة دكتوراه أو حاصلون على الدكتوراه من أمريكا، المانيا، كندا، استراليا، ومبرمجون في شركات عالمية غير مايكروسوفت منهم صديقان لي في بريطانيا..من الصعب أن يحدث كل هذا إذا كانت الكلية لا تقدم أساس علمي وتكتفي بالتكنولوجيا.
@Esraa
أنا قلت كل الناس اللى أعرفهم ، مش كل الناس اللى فى الكليه ، فيه فرق كبير جدا بين الإتنين
و بعدين أنا مش بهاجم طلبه حاسبات ، اللى قصدى عليه إن فيه ناس مش داخلاها حبا فيها ، و نسبتهم مش قليله ، و بيكملوا فيها بالرغم من إنهم مش بيعشقوا الكمبيوتر ﻷن مفيش إختيار تانى قدامهم ، زيهم زى أى طالب جامعه ف مصر محبوس ف كليته عشان مكتب التنسيق إختارله كليته ، مش هو اللى مختارها
@Mohamed
طبعا أنا ماعرفش أى حاجه عن ال Language Design ، فا مش هقدر أقولك اللغه اللى إنت عاملها كويسه أو ﻷ ، بس طبعا كونك عملت مجهود زى ده ، فا إنت تشكر عليه ، ﻷن مش أى حد بيصمم لغه ، لازم بيبقى حد فاهم.
الكلام اللى أنا بقوله تجربه خاصه بيا من خلال الناس اللى شفتها فى حاسبات ، مش عن طريق إحصائيه ، و أنا بنى أدم زى أى حد معرض للخطأ ، بس هو ده فعلا اللى شفته ، أنا مش بهاجم حد أو بتجنى على حد ، و كون الناس دى مش مهتمه بالكمبيوتر ده شئ مايعيبهمش ، كل واحد ليه إهتماماته.
و عشان ما أبقاش ظالم طلبه حاسبات ، أنا شفت واحد ماشاء الله عليه عارف Lisp ، لغه نادر جدا إنك تلاقيها ، و مش بتتدرس لا ف عين شمس ، و ما أعتقدش إنها بتتدرس فى القاهره برضه ، بس كانت بتتدرس زمان ف MIT
بالنسبه للناس اللى بتخرج بره ، فا ده شئ طبيعى ، واحد زى ده لو قعد فى مصر يبقى هو الخسران ، ﻷن التعليم هنا عندنا بيقتل الموهبه زى ما كلنا عارفين.
فى الأخر برضه هقول يا جماعه أنا مش بهاجم طلبه حاسبات ، أنا بهاجم نظام التعليم اللى بيعلم غلط.
يعنى مثلا أعرف حد فى عين شمس تقريبا ماشافش فى الكليه غير سى شارب و سى بلاس بلاس ، باقى اللغات مر عليها مرور الكرام ، هل ده من وجهه نظرك شئ كويس؟
أه ، وبالنسبه لشهره لغات البرمجه ، أعتقد إنها بتتقاس بعدد المشاريع الكبيره اللى إتعملت بيها.
يعنى سى بلاس بلاس مثلا تعتبر من أشهر اللغات اللى موجوده دلوقتى ، ﻷنها إتعمل بيها مشروعات كبيره كتير ، سى نفس الكلام ، إنما F# مثلا تعتبر لغه مش مشهوره أوى ﻷنها لسه فى بدايه حياتها ، و الناس ما إستخدمتهاش فى حاجه كبيره على حد علمى.
@Mahmoud
المشكلة أن كلامك مبني في كثيره على "أدلة مبنية على النوادر" anecdotal evidence، لا ينبغي أن تحكم على حاسبات كلها وانت لم تر التعليم فيها بنفسك، ولم تنظر لإحصائيات، وعباراتك على غرار "كل اللي اعرفهم كذا..."
ننتقل إلى هذه العبارة: "بالنسبه للناس اللى بتخرج بره ، فا ده شئ طبيعى ، واحد زى ده لو قعد فى مصر يبقى هو الخسران ، ﻷن التعليم هنا عندنا بيقتل الموهبه زى ما كلنا عارفين."
لكنك تتجاهل أن هؤلاء لم يكونوا ليعملوا في هذه الشركات أصلاً لو كان المستوى بالسوء الذي تتكلم عنه.
لو كان شخصاً أو اثنين هم الذين يعملون بالخارج لقلنا فلتات، فروق فردية.
لكن لما يكون خريجي حاسبات يمين وشمال كل شوية عمالين يشتغلوا في احسن شركات في العالم يبقى الموقف حاجة تانية. مش كله خريج حاسبات متفوق، بس فيه العديد من المتفوقين الظاهرين جداً.
أما شكك في كوننا نعطي computer science، فأرجو أن تقرأ المقال مرة ثانية. مثلاً:
"نحن في حاسبات كل سنة تقريباً لدينا مشروع أو أكثر مثل هذا، التحكم في الكمبيوتر بتحريك اليد، والعين، والأذرع، وبالصوت، وبجهاز رسم المخ -- حتى أنني في سنة من السنين مللت هذه النوعية من المشاريع وصرت أقول للطلبة أن يفكروا في أفكار أخرى، لكن.......المجتمع لا يعرف ذلك!"
هذا - على حد علمي - نفس نوع مشاريع MIT. هم يؤدونها بصورة أفضل منا بكثير لكن الأمر مختلف تماما عن كوننا الكلية غير العلمية التي تتحدث عنها.
بالمناسبة، طالما أنت تحب الLisp، كلمات ليست اللغة الوحيدة التي كتبتها، أنا كتبت أيضاً لغة مشتقة من الليسب اسمها Ayka تعمل على ال.net، وذلك لأننا نحن نصنع التكنولوجيا لا مجرد نستهلكها™
اقرأ عنها هنا مع الscreenshots إن أردت :)
http://iamsamy.blogspot.com/2011/05/two-personal-stories-related-to-lisp.html
اما قولك:
"يعنى مثلا أعرف حد فى عين شمس تقريبا ماشافش فى الكليه غير سى شارب و سى بلاس بلاس ، باقى اللغات مر عليها مرور الكرام ، هل ده من وجهه نظرك شئ كويس؟"
ماذا عن وجهة نظرك أنت؟ الم تكن المشكلة الأصلية هو أننا كلية تكنولوجيا لا علم؟ على حسب ما سمعت فإن MIT لا تعطي الطلبة لغات كثيرة بل تركّز على العلم لا التكنولوجيا. لماذا يكون ذلك ميزة فيهم عيباً فينا؟
أنا لا أدافع عن حاسبات دفاعاً مطلقاً ولا أقول أن بها عيوباً، بل يمكنني أن اذكر مشاكل فيها كثيرة جداً، وأنا وغيري نعمل ونكتب ونحضّر لتطويرها ورفع مستواها - هذا المقال مثال على ذلك - لكن لسبب ما يبدو أن الناس لا يريدون الاعتراف بكل ما هو جميل وناجح فيها. المشاريع، الخريجين المتفوقين، لا احد ينظر لهم.
قصدى ب "ماشافش غير سى بلاس بلاس و سى شارب" إنه ماشافش غير طريقه واحد بس للبرمجه ، ما إتعرفش على paradigms تانيه غير object oriented programming
يمكن يكون اللى بقوله مش دقيق ، إنما اللى سمعوا عن ال functional programming فى حاسبات قليلين.
و بعدين لما إنت تعمل لغه مشابهه ل Lisp ده معناه إنك من القله دى ، مش معنى كده إنه قاعده إن كل طلبه حاسبات عملوا اللى إنت عملته أو أكتر منه.
بالنسبه لأن الناس مش عارفه الكلام ده ، دى مش غلطه الناس ، المفروض إنتوا اللى تطلعوا بالمشاريع دى و تنفذوها عشان الناس تعرفها ، عمرك ما هتلاقى واحد عادى كده داخل الكليه يقولكوا بتعملوا إيه.
المستوى يمكن يكون مش بالسوء اللى هو عليه عشان فيه ناس دماغها نضيفه ، مش عشان الكليه هى اللى نضفت دماغهم.
يعنى ما أعتقدش إنك كنت هتعرف عن Lisp أو لغات تانيه غيرها من الكليه ، معظم اللى إنت تعرفه إجتهاد شخصى ، مش بسبب الكليه.
لأن لو كانت الكليه بالمستوى المبهر اللى إنت بتقول عليه ، كنا لقينا مصر من أوائل الدول اللى بتصدر Software ، و ده للأسف مش حاصل.
بالنسبة لموضوع الparadigms لدينا كورس Logic programming، وهو كورس افتخر بوجوده كثيراً. بالنسبة للfunctional فهو لم تظهر أهميته إلا حديثاً. أتمنى أن تتطور الكلية ويكون فيها كورس programming language theory على أية حال.
أما بالنسبة لقولك "النسبه لأن الناس مش عارفه الكلام ده ، دى مش غلطه الناس ، المفروض إنتوا اللى تطلعوا بالمشاريع دى و تنفذوها عشان الناس تعرفها ، عمرك ما هتلاقى واحد عادى كده داخل الكليه يقولكوا بتعملوا إيه"
(أ) ينتابني شعور أنك لم تقرأ البوست..إن نصف المقال تقريباً عن أهمية تعريف كلية الحاسبات للناس عن نفسها ونشر معلومات عن المشاريع وقصص النجاح...الخ
(ب) كونك لم تسمع عن المشاريع لا يعطيك العذر أن تتكلم بغير علم. أنا مثلاً لا أعرف مستوى مشاريع هندسة أو علوم، لكن لو كنت أنوي أن أقول أنهما كليات مرتفعة المستوى أو منخفضة المستوى فلابد أن أراجع معلوماتي أولاً!!
أما قولك "لأن لو كانت الكليه بالمستوى المبهر اللى إنت بتقول عليه ، كنا لقينا مصر من أوائل الدول اللى بتصدر Software ، و ده للأسف مش حاصل." فهذا كلام يفترض أن صناعة البرمجيات هو واجب على حاسبات وحدها - بينما الافتراض نفسه خاطيء: صناعة أي شيء يعتمد على منظومة اجتماعية كاملة لها جوانب علمية واقتصادية وإدارية.
ومع ذلك فإن صناعة البرمجيات المصرية في تطور مستمر - ربما لم نصبح بعد من أوائل الدول المصدرة لكننا ننمو ونتحسن. ليست حاسبات السبب الوحيد في هذا لكنها بالتأكيد ليست عاملاً هامشياً.
إرسال تعليق